كيف تضع وزارة التربية أسئلة امتحانات الشهادة العامة وتضمن سريتها
مع بقاء شهر واحد على امتحانات الشهادات العامة تزداد هواجس الطلاب بخصوص الأسئلة وآلية اختيارها ومدى صعوبتها الأمر الذي يشتت انتباه البعض وخاصة بوجود صفحات تواصل اجتماعي تتسابق لتداول إشاعات تنفي صعوبة الأسئلة وسلمها التصحيحي تارة وتؤكدها تارة أخرى.
سانا التقت معاون وزير التربية الدكتور عبد الحكيم الحماد للسؤال عن آلية وضع أسئلة امتحانات الشهادات العامة حيث أوضح أنها توضع لتناسب مستويات الطلاب كافة من منخفضي ومتوسطي التحصيل إلى المتفوقين كما تراعي الفروق الفردية بينهم حيث تبدأ بأسئلة المعرفة والتذكر حتى تصل إلى الابداع والتميز.
ولفت الحماد إلى أن الأسئلة تبنى من أجل قياس وتقييم المكتسبات المعرفية والمهارية للطالب ومدى فاعلية المناهج التربوية المعتمدة في تحقيق المتعلم المهارات الفكرية والعملية.
وعن مراحل وضع الأسئلة أشار معاون الوزير إلى أنها تبدأ بانتقاء اللجان من موجهين اختصاصيين وأوائل ومنسقين علميين ومعلمين ومؤلفي المواد والمدرسين الذين تتوافر لديهم القدرة على بناء بنك الأسئلة وتقوم هذه اللجان بوضع 15 نموذجاً امتحانياً لكل مادة على الأقل ويصل إلى أكثر من 35 نموذجاً لبعض المواد.
ولفت الحماد إلى أن الوزارة أدرجت أسئلة اختيارية ذات وزن نوعي واحد في النماذج الامتحانية للمواد أي أنه إذا كانت هناك ثلاثة أسئلة فهي لها نفس الوزن والصعوبة والمقياس وبالتالي يستطيع الطالب اختيار سؤالين من ثلاثة حسب نص السؤال وطبيعة المادة لمساعدة الطلاب على زيادة مكتسباتهم والانتقال من الحفظ إلى فهم المعلومة وتوظيفها في سوق العمل.
وبخصوص سلالم التصحيح بين الحماد أنها تأتي متوافقة مع الجهد الذي يبذله الطالب وتأخذ بالمعايير العلمية الموجودة في المنهاج الدراسي حيث يقوم بمناقشتها ووضعها ما لا يقل عن 40 موجهاً اختصاصياً ومدرساً.
وعن سرية الأسئلة أكد الحماد أن الإجراءات التي تمنع تسرب الأسئلة وتضمن وصولها بشكل آمن إلى المراكز الامتحانية أهم أهداف وزارة التربية لتكون الامتحانات موثوقة وتحقق العدالة والنزاهة لافتاً إلى أن واضعي الأسئلة ذاتهم لا يستطيعون معرفة النموذج الذي اعتمدته الوزارة القادرة على تغيير هذه النماذج بين لحظة وأخرى.
نقل وإيصال الأسئلة من مركز خزن الأسئلة في مديريات التربية إلى المراكز الامتحانية وحراسة الأخيرة تتم حسب الحماد بالتعاون مع وزارات الداخلية والدفاع والإدارة المحلية لافتاً إلى أن الأسئلة توضع في مغلفات مغلقة وصناديق مغلقة بالرصاص بما يكفي لحمايتها خلال نقلها جواً أو براً للمحافظات كافة.
وفي حال وجود خطأ في أحد الأسئلة الامتحانية خلال الامتحان تقوم الوزارة حسب الحماد بالمعالجة الفورية من خلال التواصل المباشر مع المديريات في المحافظات والمراكز الامتحانية وتصحيح الخطأ كما تتم مراعاته في سلم التصحيح.
ودعا حماد إلى ضرورة الابتعاد عن التنبؤات والتوقعات للأسئلة الامتحانية التي تشتت انتباه الطلاب مبيناً أن الامتحان حصاد معرفي لمهارات وأنشطة الطلاب وضرورة بذل الجهد لتوعية الأسر والمعنيين بالعملية الامتحانية إلى عدم مطالبة الطلاب بأكثر من قدراتهم وطاقاتهم وستتم مراعاة ميولهم واهتماماتهم مبيناً أن حالة القلق الامتحاني حالة طبيعية.
وفور انتهاء العملية الامتحانية تجمع حسب الحماد أوراق الاجابة وتوضع في مغلف يغلق بإحكام ويوقع عليه جميع المراقبين وإدارة المركز ثم تسلم إلى دائرة الامتحانات ليتم إرسالها إلى الوزارة التي تختار بدورها المحافظة التي ستقوم بتصحيحها وبعد التصحيح وجمع العلامات وتدقيقها على ثلاث مراحل يتم نزع القسيمة وعدها وإرسالها إلى الوزارة التي ترسلها بدورها إلى المركز الذي يقوم بعملية التنتيج حيث يتم التدقيق تحضيراً للإدخال الأول للعلامات على الحاسب ثم إدخال ثان وإجراء تقاطع بينهما للتأكد من صحة الإدخال والجمع ليتم العمل على نشر النتائج وفق آلية واضحة واستخراج الوثائق.
وحول الاعتراضات المقدمة من الطلاب بعد صدور النتائج أوضح الحماد بأن جميع الطلبات تتم دراستها من خلال لجنة مختصة تقوم الوزارة بتشكيلها وفي حال تبين من خلال إعادة عملية جمع العلامات أن الطالب يستحق ولو نصف درجة فسيحصل عليها وينال حقه.